أدمنت أحزاني فصرت أخاف أن لا أحزنا وطعنت ألافا من المرات حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا ولُعِنْتُ في كل اللغات.. وصار يقلقني بأن لا ألعنا ... ولقد شنقت على جدار قصائدي ووصيتي كانت .. بأن لا أدفنا. وتشابهت كل البلاد.. فلا أرى نفسي هناك ولا أرى نفسي هنا .. وتشابهت كل النساء فجسم مريم في الظلام .. كما مني .. ما كان شعري لعبة عبثية أو نزهة قمرية إني أقول الشعر - سيدتي - لأعرف من أنا .... ************** 2 يا سادتي : إني أسافر في قطار مدامعي هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟ إني أفكر باختراع الماء.. إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا وأنا أفكر باختراع النهد .. حتى تطلع الصحراء ، بعدي سوسنا وأنا أفكر باختراع الناي حتى يأكل الفقراء، بعدي ، " الميجنا" إن صادروا وطن الطفولة من يدي فلقد جعلت من القصيدة موطنا..
**************
3 يا سادتي : إن السماء رحيبة جدا.. ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا .. وتقاسموا أوطاننا.. وتقاسموا أجسادنا.. لم يتركوا شبرا لنا .. يا سادتي : قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا.. أنا لست مكترثا بكل الباعة المتجولين.. وكل كتاب البلاط.. وكل من جعلوا الكتابة حرفة مثل الزنى...
***************
حزب المطر
أنا لا أسكن في أي مكان إن عنواني هو اللامنتظر ... مبحرا كالسمك الوحشي في هذا المدى في دمي نار .. وفي عيني شرر ذاهبا أبحث عن حرية الريح، التي يتقنها كل الغجر.. راكضا خلف غمام أخضر شاربا بالعين آلاف الصور ذاهبا .. حتى نهايات السفر .. مبحرا .. نحو فضاء آخر نافضا عني غباري ناسيا اسمي ... وأسماء النباتات .. وتاريخ الشجر.. هاربا من هذه الشمس التي تجلدني بكرابيج الضجر .. هاربا من مدن نامت قرونا تحت أقدام القمر .. تاركا خلفي عيونا من زجاج وسماء من حجر .. ومضافات تميم ومضر .. لا تقولي : عد إلى الشمس .. فإني أنتمي الآن إلى حزب المطر..
************* في المقهى
جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها.. وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها
*************** طفوله نهد
عامان .. مرا عليها يا مقلتي وعطرها لم يزل يجري على شفتي كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها ولا يزال شذاها ملء صومعتي إذ كان شعرك في كفي زوبعة وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية حمراء .. إنك قد حببت معصيتي ويزعم الناس أن الثغر ملعبها فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟ يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت تركتني جائع الأعصاب .. منفردا أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.
******************
فم
في وجهها يدور .. كالبرعم بمثله الأحلام لم تحلم كلوحة ناجحة .. لونها أثار حتى حائط المرسم كفكرة .. جناحها أحمر كجملة قيلت ولم تفهم كنجمة قد ضعيت دربها في خصلات الأسود المعتم زجاجة للطيب مختومة ليت أواني الطيب لم تختم من أين يا ربي عصرت الجنى؟ وكيف فكرت بهذا الفم وكيف بالغت بتدويره؟ وكيف وزعت نقاط الدم؟ وكيف بالتوليب سورته بالورد، بالعناب، بالعندم؟ وكيف ركزت إلى جنبه غمارة .. تهزأ بالأنجم.. كم سنة .. ضيعت في نحته ؟ قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟ منضمة الشفاه .. لا تفصحي
*********
الشقيقتان
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي شرفات الظن، ميعادي معه أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟ إن بي وجدا كوجد الزوبعة ناوليني الثوب من مشجبه ومن الديباج هاتي أروعه سرحيني .. جمليني .. لوني ظفري الشاحب إني مسرعة جوربي نار .. فهل أنقذته؟ من يد موشكة أن تقطعه ما كذبت الله .. فيما أدعي كاد أن يهجر قلبي موضعة رحمة .. يا هند هل أمضى له وأنا مبهورة .. ممتقعة .. إنه الآن .. إلى موعدنا جبهة .. باذخة .. مرتفعة ورداء يحصد الشمس .. جوى وفم لون الفصول الأربعة لا أسميه .. وإن كان اسمه نقرة العود .. وبوح المزرعة لو سألت الريش من أجفانه أتقي البرد به .. لاقتلعه ركزي يا هند شغلى .. فعلى سحبات الرصد ميعادي معه
*********** حكايه
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة.. أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه
*************
حبيبي
لا تسألوني .. ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب زق العبيد إن حطمتموه غرقتم بعاطر سكيب والله، لو بحت بأي حرف تكدس الليلك في الدروب لا تبحثوا عنه هنا بصدري تركته يجري مع الغروب ترونه في ضحكة السواقي في رفة الفراشة اللعوب في البحر ، في تنفس المراعي وفي غناء كل عندليب في أدمع الشتاء حين يبكي وفي عطاء الديمة السكوب لا تسألوا عن ثغره .. فهلا رأيتم أناقة المغيب ومقلتاه شاطئا نقاء وخصره تهزهز القضيب محاسن .. لا ضمها كتاب ولا ادعتها ريشة الأديب وصدره ..ونحره .. كفاكم فلن أبوح باسمه حبيبي
*********** عيد ميلادها
بطاقة من يدها ترتعد تفدي اليد تقول : عيدي الأحد ما عمرها؟ لو قلت .. غنى في حبيبي العدد إحدى ثوانيه إذا أعطت، عصورا تلد وبرهة من عمرها يكمن فيها .. أبد ترى إذا جاء غد وانشال تول أسود واندفعت حوامل الزهر.. وطاب المشهد ورد..وحلوى ..وأنا يأكلني التردد بأي شيء أفد إذا يهل الأحد بخادم ..بباقة؟ هيهات. لا أقلد أليس من يدلني؟ كيف .. وماذا أقتني؟ ليومها الملحن أحزمة من سوسن؟ أنجمة مقيمة في موطني؟ أهدي لها الله .. ما أقلها؟ .. من ينتقي؟ لي من كروم المشرق من قمر محترق حقا غريب العبق آنية مسحورة خالقها لم يخلق.. أحملها ..غدا لها الله ..ما أقلها لو بيدي الفرقد والدر والزمرد فصلتها جميعها رافعة لنهدها ومحبسا لزندها هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها لعلها إذا أنا حملتها غدا لها ستسعد يا مرتجي .. يا أحد ..
***************
:..غدير المشاعر..: إدآإرهـ المنتدى..
عدد الرسائل : 2080 العمـل : قراءة روايات المزاج : كوكتيل رقم العضوية : vip تاريخ التسجيل : 23/12/2007